-->

Header Ads

الجهود النقدية والبلاغية عند ابن البناء المراكشي pdf




الجهود النقدية والبلاغية عند ابن البناء المراكشي pdf
من إنجاز: جيلالي بوزينة محمد
بتقدير: مشرف جدا
الملخص تعني كلمة الجهود النشاط الذي بذله ابن البناء جلبا للمادة العلمية من مظانها ، وتنظيمها وتبويبها للاستعانة بها في الدراسة والبحث بهدف تأصيل البلاغة والنقد العربيين، وقد تمحورت هذه الجهود حول إيجاد كلّيات للبلاغة في مقابل علوم البلاغة. فقد تركّزت جهود ابن البناء في آرائه النقدية المبثوثة في كتبه على الناحية الدلالية الفكرية لا على الناحية المعجمية بسبب توجّهه الفكري العلمي الناتج عن الاستغلال بالفكر الرياضي تدريسا وتطبيقا ومنهجا، ولذلك نجد عنده نوعين من النقد: نقد يتناول العقل والفكر، ونقد يتناول وسائل توصيل المعرفة أي الخطابات والنصوص والصور التعبيرية التي تبلّغ تلك المعارف من أذهان المتكلّمين إلى أفهام المخاطَبين، وهو الذي يعني فيما يعنيه النقد الأدبي، ومن أهم قضاياه عنده : الإعجاز القرآني حيث يأتي اهتمامه بالشعر من زاوية اهتمامه ببلاغة القرآن، فيرى أنّ التناسب سمة للأسلوب القرآني وهو أحد جوانب إعجازه ، وهو مرتبط عنده بالنظم الذي يعدّ مظهرا من مظاهر الإعجاز القرآني. وبخصوص اللفظ والمعنى، يقدّم ابن البنّاء اللفظ على المعنى، ويشترط أن تكون الألفاظ المؤدّية للمعني المقصود مطابقة لما يقتضيه الحال من إيجاز ومساواة وتناسب، ويربط حسن اللفظ وصلاحه بالزمان والمكان والأفهام والأعراف. أمّا الشعر عنده فمبني على المحاكاة والتخييل لا على الحقائق، إلاّ أنّه لم يترك هذا الخيال على إطلاقه بل قيّده بأن ليس للشاعر أن يحاكي ما ليس موجودا أصلا لأنّه إن فعل لم يكن محاكيا بل مخترعا، فيتركّب الكذب فتبطل المحاكاة لكذبها، كما لا يغفل دور الوزن والقافية في الشعر، إلاّ أنّه يضع الشعر (القول المخيّل) في مكانة متدنّية بسبب التأثير الفقهي. وأمّا الخطابة فهو يتبنى في تعريفها وتحديدها رأي حازم القرطاجني في تفريقه بين الشعر والخطابة لكونهما يشتركان في مادة المعاني ويفترقان بصورتي التخييل والإقناع، كما أنّ ما بني على الإقناع كان أصلا في الخطابة دخيلا في الشعر. والبلاغة عند ابن البناء أن يعبّر عن المعنى المطلوب عبارة يسهل بها حصوله في النفس متمكّنا من الغرض المقصود، وهو تعريف ينحو إلى اللغة الطبيعية التي تتسم بالجمال الفني وسهولة التواصل بين المبدع والمتلقي، وقد فرّق ابن البناء بين البلاغة والفصاحة والبديع، وأعطى لها مفاهيم محدّدة تدلّ على تميّز فكره عن معاصريه. ويحمل البديع عنده معنى الأدبية، بمعنى التميّز الجمالي في الخطاب سواء كان منظوما أو منثورا، وسواء أكان شعرا أو غير شعر، ولا يغدو التقابل بين الشعر وغير الشعر عنده يتطابق مع ما هو مألوف بين الشعر والنثر ولكنّه يغدو بين القول المخيّل وهو الشعر والقول غير المخيّل وهو غير الشعر سواء أكان ذلك في المنظوم أو المنثور. وتنطلق جهود ابن البناء من اعتبار البديع مساويا أو مرادفا للبلاغة، لا يخرج مفهومه عن اعتباره ظاهرة جمالية تفرزها محسّنات أسلوب الخطاب ومعناه ، وظاهرة صناعية تنطوي تحت علم البيان، فعنده أنّ صناعة البديع ترجع إلى صناعة القول ودلالتها علّة المعنى المقصود ، ومستندها علم البيان وهو شيء يفيضه الحقّ من عنده على الأذهان؛ ولذلك تمحورت جهوده في كتاب "الروض المريع في صنعة البديع" حول البحث عن تقسيمات تدريجية محدّدة للمعاني والألفاظ ومقوّية للدلالات، ورابطة بين أنواع الخطاب، وبناءً على هذا التصوّر أدمج ابن البنّاء في علم البيان بعض القواعد الأساسية في علم المنطق أو في علم الأصول على أنّها من الكلّيات المتّصلة بالبيان لا من الوسائل التعبيرية الداخلة في صناعة البيان. وتنحصر صناعة البيان عنده في أمرين:الأوّل في ملاءمة الكلام للأغراض المقصودة وفق أسلوب يختاره الشاعر، والثاني: المنحنى التعبيري المتعلّق بالإيجاز والإطناب والمساواة، وما له علاقة بذلك كالتكرير. وقد اختصر ابن البناء مجال كلّياته وأدمج كثيرا من الأساليب في عموميات مشتركة قرّب بها هذه الصناعة وجعلها في متناول علماء النقد ورجال البلاغة وجمعها في سبع مجموعات (كلّيات)، وضمّ إلى كلّ مجموعة ما يناسبها من الأنواع والأشكال التعبيرية، فالخروج عنده أساس لكلّ أسلوب من شأنه أن يخرج فيه المتكلّم من معنى إلى آخر وهو عنده إما تصريحا أو تضمّنا، وأطلق المصطلحات وفقا لطبيعة ذلك الخروج. والتشبيه عنده أصل مباحث البيان وهو عنده من المجاز وعنه تفرّق الباقي، وقد جمع معه الفنون التي تدور في فلك التشبيه والمحاكاة والمناسبة؛ وأمّا التبديل أي إبدال شيء بشيء فهو عنده مجاز كلّه وعليه قرّر أن جميع الاستعارات إنّما هي إبدالات في المتناسبة، والاستعارة عنده جزء من المجاز وعلاقتها به علاقة الخاص بالعام ، والجزء بالكلّ، وإذا كان التشبيه جزءا من المجاز ومرتبطا به فإنّه أيضا مرتبط بالاستعارة وكلاهما جزء من المجاز، أمّا التفصيل فقد تناول فيه الفنون التي تعتمده طريقا لها كالتقسيم والتشكيك والتجاهل والتفسير. وبخصوص الإيجاز والإكثار والتكرير، فقد اعتبر البلاغيون الإيجاز من أهمّ الخصائص التي تتميّز بها اللغة العربية، ومن أهمّ ألوان جمالها؛ فعند ابن البناء لا يسهل على كلّ واحد الوجيز، ولا كلّهم لا يفهم إلاّ من البسيط، بل هم على ثلاث رتب: منهم من يكتفي بالوجيز ويثقل عليه البسيط ، ومنهم من لا يفهم الوجيز بل البسيط ، ومنهم المتوسط ، فلذلك انقسم الخطاب في البلاغة إلى الإيجاز والمساواة والإطناب. ويتناول ابن البناء الإكثار في مقابل الإيجاز.أمّا التكرير فمرتبط بهما عنده، كعامة البلاغيين باعتباره أصلا من أصول البديع ، وحدّ التكرير عندهم دلالة اللفظ على المعنى مردّدا.
الكلمات المفتاحية: الجهود، النقد، البلاغة، البديع، الصناعة، الخروج، التكرير، الشعر والخطابة، الإيجاز والإطناب، التبديل والتفصيل، اللفظ والمعنى، التشبيه، فلسفة المجاز، الكليات والجزئيات، إعجاز التناسب
تحميل الكتاب 


.