رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم, دراسة نقديّة تحليلية pdf
رواية السيرة الذاتية في أدب توفيق الحكيم, دراسة نقديّة تحليلية pdf
جاءت هذه الدراسة تحت عنوان (رواية السيرة الذاتيّة في أدب توفيق الحكيم)، وقد تضمنت مقدّمة، وتمهيداً، وأربعة فصول، وخاتمة. وقد بيّن الباحث في المقدّمة دور الحكيم في الأدب العربيّ الحديث، وإسهاماته في المسرح والرواية، والسيرة الذاتيّة، ومكانته الأدبيّة، وأشار إلى أسباب اختياره هذا الموضوع، وعرض منهج البحث، ومحتويات الدراسة، والصعوبات التي واجهته، وأهمّ الدراسات السابقة. أمّا التمهيد، الذي حمل عنوان (تداخل الأجناس الأدبيّة)، فأفرده الباحث للحديث عن نشأة الأجناس الأدبيّة، وتعالقها، فقدّم تعريفات لتلك الأجناس، وأورد آراء الدارسين فيها في محاولة لترسيم حدودها الباهتة، والوصول إلى ضوابط تجعل قضيّة التجنيس أكثر سهولة، لا سيّما وأنّ موضوع الدراسة يتعلق بهذه القضيّة. وتناول الباحث في الفصل الأول مضامين النصوص، التي حدّدها لهذه الدراسة، فنص (عودة الروح)، تحدّث فيه الكاتب عن أسرة ريفيّة سكنت القاهرة، في حي السيدة زينب، وجعل منها رمزاً للشعب المصريّ، حين ربطها بأحداث ثورة 1919، و(يوميات نائب في الأرياف) كشف لنا من خلاله فساد القضاء، وسوء الحالة التي كان عليها الريف المصريّ، و(عصفور من الشرق)، عرض فيه جانباً من حياته تعلق بدراسته في فرنسا، وكشف عن موقفه بين حضارتي الشرق والغرب و (حمار الحكيم)، مثّل مرآة عكست آراءه حول مجموعة من القضايا أهمّها الأدب، والفن، والريف، و(زهرة العمر)، ضمّنه عدداً من رسائله إلى صديقه الفرنسي (أندريه)، تناول فيها مرحلة من عمره، وهي مرحلة البناء الثقافي، والأدبي و( سجن العمر) سرد فيه تاريخ حياته منذ الولادة إلى تلك اللحظة التي عاد فيها من فرنسا دون تحقيق هدفه. و حاول الباحث في الفصل الثاني الذي جاء بعنوان(عناصر رواية السيرة الذاتيّة) استنباط عناصر بناء نصوص السيرة الذاتيّة، أو تلك الأجناس التي تتعالق معها، فخصص المبحث الأول للحديث عن (العقد أو الميثاق)، وهو أحد الضوابط الرئيسيّة في كتابة السيرة، وبيّن كيف حضر الميثاق في نصي (زهرة العمر) و(سجن العمر)، فالتزم الكاتب الحياديّة في نقله الأحداث وتوصيفها، بينما حاول التخفي، وغيّب عقد السيرة الذاتيّة في نصوص (عودة الروح)، و(يوميات نائب في الأرياف)، و(عصفور من الشرق)، و(حمار الحكيم). وتناول في المبحث الثاني من الفصل الثاني (المؤلف، والسارد، والشخصيّة)، وبيّن أنّ التطابق بين هذه العناصر يقودنا إلى السيرة الذاتيّة، أمّا تقاربها فيحيل النصوص إلى أجناس تتشابك معها، كالرواية، أو السيرة الذاتيّة الروائيّة، أو رواية السيرة الذاتيّة، وقد كان التطابق في نصي (زهرة العمر)، و(سجن العمر)، أمّا التقارب فكان في نصوص (عودة الروح) و(يوميات نائب في الأرياف)، و(عصفور من الشرق)، و(حمار الحكيم). وتحدّث في المبحث الثالث من الفصل الثاني عن (الدوافع) التي تقود إلى كتابة السيرة الذاتيّة، لنجد أنّ أهم تلك الدوافع ما تعلق منها بالكاتب، وظروف نشأته، أو ما ارتبط منها بظروف العصر خاصّة التقلّبات السياسيّة، والتغيّرات الاجتماعيّة، وأشار إلى إمكانيّة غيابها في نصوص، كما هو الحال في (عودة الروح)، وحضورها في أخرى كما جاء في (سجن العمر). وأفرد المبحث الرابع من الفصل الثاني للحديث عن (الصراع ونجوى الذّات)، فأشار إلى دوره في بناء السيرة الذاتيّة، واستعرض أنواعه، فمنها ما هو داخليّ، يتعرض له الأديب في مراحل حياته المتعاقبة، ومنها ما هو خارجيّ، تنتجه ظروف العصر، ومتغيّراته، ولإيضاح ذلك بيّن الباحث صراع الحكيم الداخليّ في طفولته، وسني دراسته، وصراعه الناتج عن تجاربه العاطفيّة، والخارجيّ الذي ارتبط بوالديه، والمجتمع، والاستعمار الإنجليزيّ. و تناول الباحث في المبحث الخامس من الفصل الثاني (الحقيقة والخيال)، وبيّن أنّ الحقيقة نتلمسها في نصوص السيرة الذاتيّة، أمّا تلك التي تتعالق معها فنلحظ شيوع الخيال فيها ونتحسس امتزاجه بحقائق ترتبط بحياة الكاتب، فنص (سجن العمر)، حاول الكاتب أن يتحرّى الدّقة في عرض أحداث تتعلق بحياته، بينما ظهر الخيال في نصوص (عودة الروح) و(يوميات نائب في الأرياف)، و(عصفور من الشرق)، و(حمار الحكيم). وعرض الباحث في المبحث السادس من الفصل الثاني (الصدق والصراحة)، وبيّن أهميّة حضور هذا العنصر في السيرة الذاتيّة، وقد كشف الباحث عن تلك القيود التي تحول دون الوصول إلى الصدق الخالص، فحضوره نسبيّ، وضوابط محدوديّته تلجئ الكاتب إلى التخفي والمراوغة. ووقف الباحث في الفصل الثالث من هذه الدراسة الذي حمل عنوان (ظواهر فنيّة) الوقوف على النواحي الجماليّة التي تضمّنتها نصوص الحكيم، وقد أفرد المبحث الأول منه للحديث عن (العناوين ودلالاتها)، فبيّن أهميّة العنوان، وسبل اختياره، وعلاقته بالنص، ووظائفه، وطرق الكشف عن مدلولاته. وتحدّث في المبحث الثاني من الفصل الثالث عن (اللغة والحوار والسرد)، فأظهر أهميّة اللغة، ومستوياتها؛ الفصحى، والعاميّة، ودور كل منهما، وآراء النقاد في توظيف العاميّة، خاصة في نص (عودة الروح). ثم أتى على الحوار، وأشار إلى دوره في بناء أحداث النص، ووظائفه، وإمكانيّة اتخاذه وسيلة يعرض الكاتب من خلالها أفكاره، فاستعرض الحوار في نصوص الحكيم وبيّن دوره في بناء النص، والكشف عن الشخصيّات، والإسهام في القضاء على رتابة النص السرديّ. ثم تحدّث عن السرد، وأشار إلى أهميّته، ووقف على عناصر منه؛ كالاستطراد والاسترجاع، والوصف، واستخرج أشكاله، ومنها الرسائل، والأمثال والحكم، والأغاني الشعبيّة والشعر، وبيّن دور كل منها في بناء النص. وخصّص المبحث الثالث من الفصل الثالث للحديث عن (توظيف الأسطورة)، فاستعرض مفاهيم الدارسين للأسطورة، وتتبع نشأتها، وعدّد أشكالها، وبيّن وظائفها، وحاول استخراج ما ورد في نصوص الحكيم من عناصرها، وحاول الكشف عن مقاصد الكاتب من توسّلها، كما هو الحال في أسطورة (أوزوريس) و (إيزيس) في (عودة الروح). وكشف الباحث في المبحث الرابع من الفصل الثالث الذي جاء بعنوان (الرمز) تلك الأسباب التي تلجئ الأديب إلى هذه الوسيلة الفنيّة، وتحدّث عن ضوابط استثمارها، واستخرج بعض تلك الرموز التي وظّفها الحكيم في أعماله، ومن ذلك أسرة (عودة الروح)، التي كانت رمزاً للشعب، وسنيّة، التي مثّلت التطوّر،والتقدّم. ثم جاءت الخاتمة التي عرض الباحث فيها أهم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة وأورد فيها أحكاماً تجنيسيّة على نصوص الحكيم، حيث تراوحت بين السيرة الذاتيّة، ورواية السيرة الذاتيّة، وأشار إلى الأشكال السرديّة التي وظّفها الكاتب، وذكّر بطبيعة اللغة التي لجأ إليها الحكيم، وبيّن أنّ أعمال الحكيم تجاوزت ذاته، وتناولت أحداث عصره، وطبيعة مجتمعه.
.
اترك تعليقك