السّخرية الأدبيّة في فنّ السّيرة الشّعبية-نماذج مختارة pdf
السّخرية الأدبيّة في فنّ السّيرة الشّعبية-نماذج مختارة pdf
إن الحياة بغير ضحك عبء ثقيل ولا يحتمل وهي بدونه تصير جافة ثقيلة وتخللها الهموم والمتاعب، والرتابة والجمود، فارتبط الضحك بالمزاح والدعابة والهزل والتهمك، وكل ذلك مرتبط بالسخرية. وتعدّ السخرية من الفنون الأدبية الأصِيلة في الثقافتين العربية والأجنبية، وهي سِمة نادرة تطبع أدباء قلائل، حيث يعبّرون عن نقدهم لوضعية اجتماعية أو واقع معيش، أو قهر سلطة حاكمة في أسلوب تهكمي هزلي هادف. وإذا كان هذا الأسلوب وجد متنفسه في الأعمال الرّسمية للأدب عند العرب، فما من شكّ أنّ هذه التقنية أخذت طريقاً لها في الأدب العربي الشعبي بمعطياته الحضارية وتراكماته الثقافية على مدّ العصور من خلال قصصه الشعبية عامة، وفن السيرة الشعبية بصفة خاصة، لتعكس الأوضاع السياسية والاجتماعية والدينية للأمة العربية في أحلك عصورها. فجاءت الدراسة موسومة بـ"السخرية الأدبية في فن السيرة الشعبية -نماذج مختارة-"، معتمدين في هذه الدراسة على السير الشعبية الآتية: سيرة عنترة بن شداد، سيرة حمزة البهلوان، سيرة الظاهر بيبرس، من خلاها نطرح الإشكالية الكبرى لهذا الموضوع على النحو الآتي: ما هي البواعث السياسية والاجتماعية والدينية للسخرية الأدبية التي عالجها فن السيرة الشعبية؟ وبعد الدراسة والبحث نخلص إلى أن السخرية الأدبية من خلال السير المقترحة شهدت تنوّعاً شديداً في أساليبها البلاغية، منها أسلوب النداء والتعجّب والتّهكّم وتجاهل العارف والتصوير الكاركاتوري والمواقف الكوميدية الساخرة، من خلال معالجة هذه السير مضامين إنسانية كبرى أهمّها: - محاربة التعصب الجنسي والدعوة إلى المساواة. - نقد مظاهر ضعف السلطة العربية ومظاهر القهر السياسي. - التحرير الاجتماعي من خلال صور من الكفاح ضد العبودية. - مظاهر التفسّخ الأخلاقي النّاتج عن امتزاج العرب بالحضارات المجاورة. - مظاهر الفساد الاجتماعي، وعلى رأسها ظاهرتي العيارة والعياقة الناتجتين عن انعدام العدالة الاجتماعية في ظل توزيع غير عادل للثّروات. مظاهر ضعف المعتقدات الدينية الباطلة.
تحميل الرسالة
.

اترك تعليقك