-->

Header Ads

سردية القصيدة الحكائية pdf



سردية القصيدة الحكائية pdf
يوسف حطيني
في كتاب «في سردية القصيدة الحكائية» يقول الباحث الدكتور يوسف حطيني إنَّه منذ العصر الجاهلي إلى مطلع عصر النهضة لم تتوقَّف الحكاية الشعرية، فظهرت المسرحية الشعرية، خاصة عند أحمد شوقي ومعروف الرصافي، واستمرَّت الحكايات التي نسجها الأخطل الصغير وبدر شاكر السياب، وصلاح عبد الصبور ومحمد الماغوط، والشاعر محمود درويش، الذي جاء اختياره للدراسة كونه يمتاز بميزات ثلاث أساسية، الأولى منهما أنَّه يمثِّل مرحلة متطوِّرة من الشعر العربي الحديث، والثانية أنَّ الظاهرة السردية بارزة في شعره بروزاً ظاهراً.
والثالثة أنَّ لديه بضعة وعشرين ديواناً شعرياً تُمكِّن المرء أن يطمئن إلى أن حكمه يستند إلى كثير من الأمثلة. والواقع أن شعر درويش يستحق أكثر من الوقوف عند الجانب السردي فيه، فثمَّة عنده صورة شعرية ورمز شفيف للغة والأشياء والألوان والموقف الشعري، وثمَّة عنده صور متراكبة، إضافة إلى لغة تعتمد على تجاور غير مألوف للمفردات، وإيقاع عروضي يتطوَّر ويتكامل عبر كل مسيرته الشعرية، غير أنَّ تخصيص الدراسة للجانب السردي في شعره يعطيها حدوداً يمكن للمرء أن يجول في أنحائها، فيما يمكن للجوانب الأخرى أن تعالج في فرصة أخرى.
ويتابع الكتاب أنَّ المتتبع لسير الحكاية في شعر محمود درويش يلمس جنوحاً مستمراً نحو التنويع في تقديم أنماطها، وتطويرها، فهو شاعر يسعى دائماً إلى تجاوز نفسه، وإلى تحقيق مشروع إبداعي ينطلق من تصوُّر نظري لشكل القصيدة واحتمالات تجديدها. ويلاحظ قارئ درويش استمرار تجربة الحكاية الشعرية الأخيرة أنَّ الموضوع يصبح لديه أكثر شفافية وألقاً، كما أنَّ الفكرة تأتي بعد تمحيص كبير يظهر قدرة الشاعر على التقاط البعد الإنساني والجوهري.

.