-->

Header Ads

جماليات الحوارية في الرواية المغاربية pdf

جماليات الحوارية في الرواية المغاربية pdf

جماليات الحوارية في الرواية المغاربية pdf
من إنجاز: Gourari Slimane
الملخص حاولت الأطروحة الكشف عن جماليات الحوارية في الرواية المغاربية ، انطلاقا من التصور الباختيني للتداخلات النصية الكامنة في النصوص الروائية ، إذ يرى الحوارية تعنى بالتداخل النصي أو العلاقة التي يقيمها كل نص مع نصوص أخرى ، حيث إن جوهر الحوارية ليس مجرد الحضور المتعدد للأصوات والنصوص ، بل ما يقوم بين هذه الأصوات وهذه النصوص من وشائج وتفاعلات والتي تؤدي إلى إنتاج المعنى الجديد ، وبالتالي فإن الحوارية هي التي تؤلّف بين النصوص المتداخلة لتكوين نص جديد متحرّر عن منابع هذه الأصوات . من هنا جاءت أبحاث باختين لتؤكد أن النص هو بنية قائمة على التداخل والتفاعل بين الأصوات والأساليب والخطابات ، مما يقوّض الحتمية الماركسية التي كانت تسعى للهيمنة على المشهد الإبداعي ، وتوجيهه وفق أطروحاتها ورؤاها الأيديولوجية ، ومن ثم فالحوارية تؤكد على تنوع النماذج والعناصر والأفكار داخل العمل الأدبي ، بقوة ذلك التفاعل . يرى باختين وجهين اثنين للغة : وجه مادي ، ووجه حي يأتيها من الكلام الذي يحدد مقاصدها ، لأن اللغة مادة حية يستخدمها المتكلم في زمان وبيئة محددين ، ولأن خطاب المتكلّم لا يطرق موضوعه مباشرة بل يمر بكل ما قيل حوله . فكل خطاب يتأثر بما قيل في موضوعه وبما يمكن أن يقال ، فحين نتكلم نتأثر بما قاله الناس قبلنا فتظهر في خطابنا رواسب من ألفاظهم وعباراتهم ، ونتأثر أيضا بما يمكن أن يقولوه ردّا علينا ـ لأن لكل خطاب جوابا يتوقعه المتكلم ـ فنعدّل خطابنا تبعا للردود التي نتوقعها عليه . فإذا كانت اللغة واحدة بنظامها النحوي المجرّد فهي متعددة الطبقات والأصوات . نجد تعدد الطبقات في أبنية الأنواع الكتابية حيث يرتبط بعض الأنواع ( كالخطابة والصحافة .. ) بسمات لغوية مميِّزة ( سمات معجمية ، دلالية ، نحوية ،الخ ..) ونجد تعدد الأصوات في كلام أصحاب المهن كالمحامين والأطباء والتجار والساسة والمدرسين الخ . فهذه الأصوات لا تختلف بمفرداتها وحسب ، بل بأغراضها وتفسيراتها . ونجد التعدد في نظرة المتكلمين إلى العالم ، فالمؤلفات السائرة والتيارات الأدبية والمجلات والصحف تولد التعدد في اللغة لأنها تحمِّل الألفاظ مقاصد ونبرات خاصة ومميِّزة . انطلاقا مما سبق فقد استوعبت الرواية المغاربية المعاصرة ، كثيرا من هموم ومشاغل ومشاكل الإنسان المغاربي المعاصر وتناقضات الواقع الذي يعيش ويرزأ تحته ، محاولة طرح التساؤلات ، وخرق المسكوت عنه عبر لغة فنية تتقصّد إعادة إبداعه وتشكيله تشكيلا فنيا جماليا ، مليئا بالصور الفنية والإنزياحات اللغوية ، عبر شبكة كثيفة من العلاقات الإستعارية والإيحائية .وذلك بوصفها شعر الدنيا الحديثة وكونها الفن الذي يواكب عصر العلم والصناعة والحقائق ، وكونها الفن الذي يحاول التوفيق بين شغف الإنسان الحديث بالحقائق وحنانه القديم إلى الخيال ، ومن ثمّ أصبحت الديوان الجديد للعرب ... استخلصت الأطروحة جملة من الجماليات الخاصة بحوارية الروايات المغاربية ، وثرائها بمختلف أنواع الخطابات كالخطاب المناقبي والخطاب الفلسفي والخطاب الشعري والخطاب التاريخي... وهذا يبين لنا بوليفونية النص الروائي المغاربي ، ومن ثمَّ فإن الروائيين المغاربة المعاصرين قد أشبعوا رواياتهم بروح التناص: شكلا ودلالة ووظيفة ونصا موازيا. مما أكسبها تعددية خطابية ، وتوفيقا في توظيف اللغة التراثية ولغة المؤرخين، ولغة الفقهاء واللغة المعاصرة، والعامية، واللغة الشاعرية ، وكل هذا في إطار رؤية توفيقية بين الأسلوب السامي والأسلوب المتدني، أو بين الرسمي والشعبي لخلق تعددية لغوية وصوتية.
الكلمات المفتاحية: جماليات البوليفونية تعدد الأصوات الحوارية الحوار صوت سردي التأويل تعددية الراوي تعدد دلالي الرواية المغاربية المتلقي رؤية من الخلف رؤية من الخارج تناص نظرية التلقي



.