الملخص تعتبر الأسطورة عند أدونيس بحثا جديدا عن فكر جديد و ولادة جديدة للقصيدة، حيث إنّ علاقة الأسطورة بالقصيدة عند أدونيس هي علاقة مساءلة كما يقول : " إنّما تفكيري يقوم على المساءلة و إعادة النظر باستمرار فيما أعيشه". فتوظيف الأسطورة في الشعر العربي المعاصر كان نتيجة للقلق الحضاري الذي يعيشه الشاعر و تبدّل القيم والعلاقات الإنسانية في حياته وحياة غيره، إذ إن الأسطورة تحمل طاقة رمزية تمنح الشاعر مجالا للتعبير، ليُفصح عن أفكاره في بناء فني يبتعد بالقصيدة عن المباشرة والسّطحية، زيادة على ذلك قام الشاعر المعاصر الاستثنائي بتجريد اللّغة الشعرية من غنائيتها وتحويلها إلى بناء درامي له مقوماته ومفاهيمه، حيث يتميّز بتعدد الأصوات وتنوعها والانطلاق من التجربة الفردية إلى مستوى التجربة الانسانية الكليّة، حيث اتخذ الوعي الأسطوري منحى آخر فيه شيء من العمق والتمثّل الفني الأسطوري و أصبح الرمز الأسطوري يحتل مساحة أكبر من اللّفظ . يتجاوز الشعر الجديد عند أدونيس السطح ليغوص في الأشياء للكشف عن عالم مليء بالحيوية وطاقته هي التجدد، ولغة الخلق هي البديل عن لغة التعبير بدأ الشاعر يلجأ إلى توظيف الأسطورة في أعماله الأدبية ولم تقتصر على أنّها وسيلة للتعبير أو التجديد فحسب بل أصبحت تتوازى مع فكره، وكيف أصبحت الملاذ الوحيد للشاعر المعاصر في التجديد و التجاوز و إبراز العلاقة التي تجمع الشعر بالأسطورة وأنّ هذه الأخيرة ترفض نظام العقل المتعالي كما الشعر الذي يرفض دوما تفسير الواقع أو وصفه. إنّ التجربة الشعرية عند أدونيس، تميّزت بالتجريب فكسّرت الجاهز و المألوف و فتحت أفق استشراف المجهول، حيث كان أوّل عنصر توقفنا عنده هو الرّمزية و لغة الغموض التي تعتبر مغامرة شعرية تهدف إلى فتح دروب الحرّية والولوج إلى المجهول، و هذه المغامرة هي ليست فضاءً للترف بل هي ممارسة تجريبية لظاهرة شعرية لها تحرك مستمر و لا نهائي من الخلق و الإبداع، أمّا العنصر الثاني كان عن غياب الدّلالة أو المعنى في شعر أدونيس و هذا الغياب يحضر في صلبه سؤال الذات و مساءلة الوجود؛ ثم تحدثنا عن الثورة الشعرية عند أدونيس والتي تمثلت في معالجة مشكلات كيانية يعاني منها المجتمع العربي و حضارته و ليس الشك في موروثات التاريخ العربي، حيث جاءت ثورته خروجا عن التقليد من أجل إنتاج لغة جديدة صالحة لفكر جديد. ثم تحدّثنا عن المشروع الحداثي الذي جاء به أدونيس و الذي تمثّل في رفضه التمسك بالعقلية السائدة في المجتمع العربي الذي ينبع مثلها الأعلى من الماضي لا من المستقبل، وكان مشروعه الحداثي إعادة فهمه للثقافة العربية، التي تميّزت بالإعادة والتكرار و أنّ القديم مقدّس لا يمكن تجاوزه. يرى أدونيس أنّ الجودة الشعرية تحتاج إلى جودة في اللغة التي تتماشى مع الشعر الجديد، و اللّغة المتجددة هي التي ستمنح الشعر حرّية أكثر في تجاوز كلّ ثابت في الشعر القديم، و أنّ اللّغة بالنسبة إليه هي طريقة كشف و ابتكار و ليست أداة تواصل فقط. نجد أنّ توظيف الشاعر أدونيس للأسطورة هو مرحلة جديدة لتجربة شعرية لا تستدعي الرمز والأسطورة في القصيدة فقط، من أجل التعبير عن معنى رمزي وحسب، و إنّما استدعاؤها هو دلالة جمالية موحية وعلاقة تناصيّة بين الشاعر والأسطورة وهو توحّد كلّي مع الأسطورة و ليست استعارة فقط أمّا عناصر الأسطورة التي وظّفها أدونيس تمثلت في أسطورة الفينيق و أدونيس، و كيف تخرج الأسطورة كأسطورة الفينيق من بعدها الأسطوري إلى بعدها الاجتماعي الإنساني، وكيف تتحوّل العلاقة من التقاطع بين المحورين الأسطوري و الذاتي إلى علاقة توازٍ الـــخاتمة: خلاصة ما وصل إليه البحث في تتبع مسار الأسطورة عند الشاعر أدونيس تحدّد فيما يأتي : -الرمز الأسطوري عند أدونيس لم يأت كاستعارة من الأسطورة نفسها إنّما جاء كبديل عن واقع جاف يمرّ به الشاعر، وهذا البديل هو تجربة شعرية يستمرّ فيها التحوّل المفاجئ الذي يتحرّك بين الحلم و الحرية في قانون الشعر الجديد. -الأسطورة تفتح أفاقا جديدة للتجربة الإبداعية من خلال الكشف والمغامرة في المجهول. -الوعي الأسطوري لدى الشاعر المعاصر هو وحده الذي يقدّم له وعيا ذاتيا في توجيه الأفق الشعري الذي لا يعترف بأيّ قيد شأنه شأن الأسطورة التي تلغي التحديد الزماني والمكاني وكذلك تتجاوز حدود العقل. -اقتران الشعر بالأسطورة هو وقوف اللّغة عند حدّ معين في نقل أسرار الكون، و الأسطورة بالنسبة للشاعر المعاصر هي أقرب من أيّ تعبير لغوي فكانت الحاجة إليها هي البحث عن الخلاص من طغيان الواقع و قوانينه على الإنسان حيث شكّلت الأسطورة ملاذ الشاعر المعاصر الذي يحاول بطريقة ما أن ينتصر على واقعه وحاضره في شعره و يصنع من خيبته وجها جديدا و خلاّبا في شعره المتجدد. الكلمات المفتاحية: الغموض, الحداثة, الشعر المعاصر, أدونيس, الأسطورة, الخيال الشعري, فلسفة الأسطورة, الحلم ، السريالية ، الصوفية, الرؤيا, التجديد, أسطورة أدونيس, أسطورة الفنيق, النص ، الخطاب الشعري, الأدب, .اللّغة تحميل الرسالة
اترك تعليقك