الملخص يعد نقد الترجمات ميداناً حديث الولادة، لم تتضح معالمه بعد عند من أبدعوه. فقد بدأت أوائل الكتابات فيه مطلع ستينيات القرن العشرين في الغرب، وبالتحديد في ألمانيا على يد الباحثة كاتارينا رايس. ومن ثم توالت الكتابات والبحوث إلى يومنا هذا. وكأمة ما زالت تتحسس طريقها إلى النور، كان ديدن العرب هو الأخذ عن الآخر لكي يستوي معه في الجانب العلمي والمعرفي. فقد تأثر الباحثون العرب كل على طريقته ووفق تخصصه وتوجهاته بالنظريات الغربية في مجال نقد الترجمات. ولقد كان همنا في هذه الأطروحة دراسة النظريات أو المناهج النقدية العربية للترجمات ومحاولة رصد التقليد أو التجديد فيها. بما سميناه التأسيس والتأصيل. ووجدنا أن هناك من قلد واكتفى بالتأسيس. وأن هناك من حاول الأخذ بالحسنيين فقلد في أمور وجدد في أخرى إما من حيث المنهج أو من حيث المادة المنقودة. ولقد بينا في بداية البحث ماهية الترجمة التي طالما اشتكى الباحثون من غموضها. وعرضنا إلى الترجمة الأدبية التي تهمنا في المقام الأول. وتطرقنا في ما بعد إلى إشكالية ترجمة الشعر بما أنه يعد من أكثر النصوص استعصاء على الترجمة. ثم انتقلنا إلى الحديث عن نقد الترجمات وماهيته وحدوده وعلاقاته بالميادين التي تتقاطع معه في الدراسات اللغوية. وسقنا أمثلة عن أربعة من كبار المنظين الغربيين الذين كانوا أكثر تأثيرًا- في نظرنا- من غيرهم على العرب وهم: كاتارينا رايس وبيتر نيومارك وهنري ميشونيك وأنطوان برمان. ولقد ركزنا على هذا الأخير لأنه أثر في معظم البحثين العرب الذين درسناهم. وفي الأخير ولجنا باب نقد الترجمات العربية بذكر ثلاثة من أهم المنظرين في هذا المجال، والذي تصادف أنهم ينتمون كلهم إلى المغرب الأقصى، وهم: طه عبد الرحمن ومحمد الديداوي وعبد الكبير الشرقاوي. ويعد هذا الأخير نقطة التوهج في النقد الترجمي العربي الذي درسناه لأنه يؤصل لنقد ترجمات عربي ويطبقه على ترجمات من تراثنا العربي ويحاول أن يسمو بالنقد إلى مصاف النقد الأدبي باعتباره نوعاً من النقد قائم بذاته. وهو نفس الشيء الذي حاول برمان فعله. وخلصنا في نهاية الأطروحة إلى أننا لا نتغنى بماض متجرم مندثر ولا نستبشر بجديد قشيب قادم، بل نحاول الأخذ من هذا ومن هذا ما ينفع نقد الترجمات الأدبية عندنا لأنه الضامن الوحيد لسلامة ما يفد علينا وصحة ما نرسمه عنا للآخر.
الكلمات المفتاحية: الديداوي رايس التأسيس الترجمة الشرقاوي نيومارك التأصيل الترجمة الأدبية ترجمة الشعر ميشونيك برمان نقد الترجمات تحميل الرسالة
اترك تعليقك