-->

Header Ads

أفلمة الرواية في السينما الأمريكية



 أفلمة الرواية في السينما الأمريكية

من إنجاز: بومسلوك خديجة
بتقدير: مشرف جدا
الملخص 
وجد السينمائيون منذ بواكير السينما في فترتها الصامتة الحل في أفلمة الروايات التي أعطت دفعة فنية قوية للسرد السينمائي كي يتشكل و يكتسب خصائصه في مرحلة اللانطق، و ظهرت أولى الروايات المؤفلمة مثل: كوخ العم توم لإدوين بورتر 1903م، حيث تم نقل فكرة الرواية مختصرة نظرا لقصر زمن العرض السينمائي الذي لم يكن يتعدى آنذاك عشرين دقيقة. و واصل الفيلم تطوره مواكبة مع النهل من فن الرواية، و خصوصا في مرحلة السينما الناطقة التي سمحت لمساحات أوسع من الحكي و السرد الروائيين أن يتحولا إلى لغة منطوقة ضمن لغة الفيلم البصرية بفضل كتاب سيناريو مختصين في تقديم سيناريوهات روائية للأفلمة. و وسط هذا التطور السينمائي المرتبط بعالم الرواية منذ ظهور الفيلم، أخذت السينما الأمريكية النصيب الأوفر من تجارب أفلمة الرواية، ذلك أن حكاية تاريخ السينما العالمية تكاد تكون إنعكاسا لتاريخ السينما الأمريكية منذ عام 1914م، و هو تاريخ الهيمنة و السيطرة الأمريكية على صناعة الفيلم و عالم الفن السابع. و أمام هذا المعطى الفني و التاريخي، قررت الخوض في تجربة هذا الموضوع محاولة الوقوف عند محطات هامة في علاقة الرواية بالسينما، و رصد تطور الفيلم الأمريكي في هذا المجال خلال مرحلتي السينما: الصامتة و الناطقة، و الوقوف عند نماذج فيلمية أمريكية تمثل محطات و منعطفات كبرى في مجال أفلمة الرواية. بناء على هذا التصور العام و الشامل تبدت إشكالية البحث في إطارها العام و هي: كيف تم أفلمة الرواية في السينما الأمريكية؟ و لا شك بأن تساؤلا عاما كهذا، إضافة إلى الإرتباط الوثيق بين تاريخ السينما الأمريكية و مثيلتها العالمية، سيحيل إلى جملة من التساؤلات التي ستتوزع على متن البحث في شكل فصول و مباحث تخدم الموضوع، و قد وردت على الشكل التالي: 1- ما هي خصائص السردين: الروائي و السينمائي؟ 2- كيف تمت ولادة الفيلم سرديا؟ 3- ما حجم المجهود السينمائي الأمريكي في تطوير سردية الفيلم؟ 4- كيف تم أفلمة بعض الروايات في الريبرتوار الفيلمي الأمريكي؟ و تماشيا مع روح هذا البحث و جوهره إخترت عنوانا قد يتبدى للبعض بانه فرعي، و لكنه أكثر شمولية، و هو : أفلمة الرواية في السينما الأمريكية. و قسمت بحثي إلى ثلاثة فصول رئيسية، نضدت لها بمدخل عام عنونته ب: في مفهوم الصورة، الفيلم و الأفلمة، إستعرضت فيه بإيجاز محطات تاريخية لمفهوم الصورة قبل ظهور الفيلم، و تعرضت لمفاهيم أساسية تناولت عالم الفيلم و مصطلح الأفلمة. تناولت في الفصل الأول و الموسم ب: السرد الروائي و السرد السينمائي: حدود الائتلاف و الإختلاف، خصائص كل من: السرد الروائي و السرد السينمائي، معتمدة على الفروق بين النوعين، و كذلك عناصر الإلتقاء و التشابه على مستوى البنية و الشكل. و خصصت لهذا الفصل مبحثين: إستعرضت في أولاهما، عناصر بناء الرواية من: سرد و سارد، و حكي، و شخصيات، و زمكنة. و عرضت في ثانيهما، مفهوم السرد في السينما و الذي يعتمد على الآلية (الكاميرا) حيث يؤطر التأطير (le cadrage) و زوايا الرؤية عنصر السارد السينمائي في علاقته بالحدث و الشخصيات و الزمان و المكان. وقف البحث في فصله الثاني المعنون ب: الولادة السردية للفيلم الأمريكي بين الصامت و الناطق عند ثلاثة مباحث، متناولا محطات تاريخية سينمائية شهدت الولادة العسيرة لعنصر السردية في الفيلم الأمريكي. إذ عرج على ظهور الفيلم و تطوره أثناء بدائية السينماتوغراف، حيث تقاسمته النزعة التسجيلية المطابقة للآلية (الكاميرا) و المجاورة المسرحية (النزوع الفني). أما المبحث الثاني، فعاد إلى تشكل الفيلم الروائي باعتباره وسيطا سرديا أكسب الفيلم خاصية الحكي بوسائل و تقنيات السينما الصامتة، و التي دخلت رغم غياب الملفوظ السينمائي إلى مرحلة التكامل السردي. ثم رصد في المبحث الثالث عودة المجاورة الدرامية أثناء حلول عصر الصوت عام 1927م، و ترسخ سلطة الحوار، و التي سرعان ما فقدت بريقها أمام عودة الفيلم إلى السرد و الخاصية الروائية. جاء الفصل الثالث من البحث تحت عنوان: نماذج للأفلمة الروائية و تطورها عبر منعطفات تاريخية في السينما الأمريكية (كوخ العم توم، ذهب مع الريح، دراكولا)، و كان يمثل حقلا تطبيقيا لثلاث روايات مؤفلمة تعد من أهم و أشهر الأفلام الأمريكية المتعلقة بهذا المجال. و قد خصصت لكل فيلم مبحثا خاصا تناولت فيه طبيعة أفلمة الرواية وفق المعطيات الفنية و التقنية لتلك المرحلة، فمرحلة البداية مع تجربة إدوين بورتر التي افتقدت لروح التناول الأدبي بسبب فقر الوسائل السينمائية أثناء البدايات، تغيرت كلية مع مرحلة العصر الذهبي للأستوديو خلال عصر السينما الناطقة، حيث وشح فيلم ذهب مع الريح الرواية المؤفلمة بأضخم و أروع فيلم في تاريخ السينما الأمريكية. و كانت تجربة كوبولا بفيلمه دراكولا برام ستوكر مع نهاية القرن العشرين تشكل قمة النضج السينمائي، إذ تحالفت الوسائل السينمائية مع الرؤية الروائية الثاقبة و الذوق الأدبي الرفيع من أجل تقديم فيلم حافظ بأمانة على حرفية و روح الرواية مع تيمة فيلمية مغايرة تماما.
الكلمات المفتاحية: ,مدرسة الرعب الرومانسية ,الصورة ,السرد السينمائي ,السرد الروائي ,الأفلمة ,التكامل السردي ,التسجيلية ,المجاورة المسرحية ,التعبيرية ,الفامبيرية ,كوخ العم توم ,ذهب مع الريح ,دراكولا ,فرنسيس فورد كوبولا .إدوين بورتر

تحميل الرسالة

.