الخطاب الادبي في التراث العربي بين تقنية التبليغ والية التلقي
مجال البحث: لغة وأدب عربي
الشعبة: لغة عربية
تخصص: لسانيات
من إنجاز: عيسى حورية
بتقدير: مشرف جدا
الملخص لقد تبلور مفهوم الخطاب الأدبي بشكل عام في جماليات التلقي ونظريات القراءة الناقدة والتأويل مما يقدم دعامة فلسفية تقترن بالبحوث النصية المحددة للغة الأدب في مستوياته المتعددة، و تكسر طرق المشروع البنيوي ، لتبرز الظاهرة الأدبية بعد إخضاعها للتحليل الإجرائي أسس انسجامها الكلي المندرج في إطارها العام و المنفتح على الآفاق المتعددة. ولقد أثبت الدرس النقدي العربي القديم بأنّ الخطاب الأدبي يحقق فعاليتَهُ الفنية الإبداعية بالنظر إلى طبيعة وكيفية العلاقة بين عناصره الداخلية نسيجًا وانسجامًا، وبين مبدعه ومتلقيه وسياقه ومـرجعه ، فالعمـلُ الأدبيُ لا يكتسب قيمتَهُ من ناحية كونه عملاً فكريًا جماليًا فحسب ،بل من حيث مدى مـا يعكسه علـى الحس الجمعـي من انفعال وتجاوب ، وما يتركه من أثر اللّذة والإمتاع ، فبؤرةُ القيمِ الفنيةِ أصبحت كامنةً في علاقة التفاعل بين الخطاب الأدبي والمتلقي. والعملية الإبداعية في التراث العربي عملية مشتركة بين المبدع والمتلقي ، والبلاغة وحدها تضمن نجاح العملية التي بينهما فهي تقوم على مبدأ الإبلاغ ، وإثارة المشاعر وتحريك الوجدان وتحقيق الوظيفة الجمالية في أعلى درجاتها . فبلاغية الخطاب الأدبي بوصفه أنساقا بلاغية فرعية تندرج ضمن نسقٍ بلاغيٍ كلي تجسده البلاغة العامة بما هي نظرية في تحليل الخطاب. ومن هنا كانت أهمية دراسة "الخطاب الأدبي عند العرب القدامى" تكمن في الطموح الذي يحدوه إلى بناء بلاغة نوعية تنشغل بوصف وتفسير الخصائص الجمالية والإقناعية للخطاب الأدبي من أجل بناء بلاغة أدبية تستطيع التأثير في المتلقي بهدف خلق ردود أفعال لديه تحرضه على الفعل وتحثه على اتخاذ موقف. فالعلاقة وثيقة في التراث العربي بين عناصر العملية الإبداعية - المبدع ،الخطاب ،المتلقي -.كما أن دراسة عنصري التبليغ والتلقي كان حاضرا وبشكل واضح في الحقل النقدي العربي القديم. لقد توخيت من هذا البحث الكشف عن الطبيعة البلاغية للخطاب الأدبي القديم ولذلك راعيت في تحليلها الفروق النوعية والبلاغية المميزة للنصوص الأدبية مسلطة الضوء على دراسة جملة من التقنيات الشكلية التي تساعد على ضبط مناحي الخصوصية في الخطابات الأدببة .إذ شكلت البلاغة العربية القديمة أداة منهجية وإجرائية ارتيطت أساسا بعملية التبليغ في كونها أسلوبا ينتهجه المتكلم لا يخرج عن وظيفة يريد بها إقناع المخاطب والتأثير فيه. فحاولت أن أختبر مدى نجاعة الدراسة البلاغية في الكشف عن الخصائص التي تميز بلاغة الخطاب الأدبي عند القدامى في بعديها المعرفي والجمالي، جعلت منه خطابا تواصليا ينبني في أغلب الأحيان على الفعل الإبلاغي. وأعتقد أن هذا الموضوع كان في حاجة إلى مثل هذا البحث من أجل إبراز القيم البلاغية والأبعاد الإنسانية التي زخر بها الخطاب الأدب القديم.
اترك تعليقك