-->

Header Ads

الصورة في العرض المسرحي وأنساق التواصل




 الصورة في العرض المسرحي وأنساق التواصل
من إنجاز: حراث سعاد
بتقدير: مشرف جدا
الملخص تعد الصورة ملتقى الفنون وجوهر وجودها البصري، حيث شهدت عدة تحولات فنية أثرت بشكل كبير في إنتاج مفاهيم جديدة، أسهمت في إثراء كافة الأنشطة الثقافية والمعارف الإنسانية، والقيم الجمالية، إذ شهد تحولها من الهامش إلى المركز، ومن الحضور الجزئي إلى الاستحواذ الكلي على حضور المتلقي منعرجا حاسما في خلق تفكير جديد، أصبح حتمية/ العصر التفكير بالصورة، إذ أصبحت الصورة بمثابة المكون الهام والحيز الوحيد للفعل ورد الفعل الإنساني بوصفها مادة حقيقية تختزن هيئتها المحسوسات الواقعية والخيالية المدركة وغير المدركة منها. وقد أحال المخزن الدلالي الصورة إلى وسيط حواري يسجل حضورها في المشهد الثقافي والمعرفي اليومي، ومن المشاهد الثقافية الحاضرة بقوة في المجتمع نجد أبو الفنون -المسرح- الذي ينفرد بمفهوم الصورة في المجالين الجمالي والتواصلي. يشكل العرض المسرحي منظومة علاماتية تنتظم في صورة نهائية وفق منهج معرفي جمالي يعطي العرض المسرحي مرونة خاصة، تختلف عن بقية الفنون الأخرى كونه يستند إلى آليات سمع بصرية متنوعة تجعله يشكل (الصورة) بتجلياتها المختلفة لسانية كانت أم غير لسانية. بناء على هذا التصور، يغدو المتلقي عنصرا أساسيا في العملية المسرحية، ففاعلية التلقي لا تتحقق دون جمهور، ومن ثم، فإن عملية قراءة الرسالة البصرية الموجودة في صورة العرض، ما هي إلا قراءة عادية تخضع لتواصل حقيقي بين الباث والمتلقي، لأن الخشبة المسرحية منظومة علاماتية تحوي عنصر التبادل بين الطرفين. إن التحول الذي حدث في التفكير العلمي أعطى أولوية للذات، واعتبر تدخلها من المقومات الموضوعية في دراسة أية ظاهرة وتفسيرها على أن معناها متعلق بالمتلقي الذي يحدد هويتها، فهو الذي يحقق جمالية الصورة من خلال استقباله لها بشكل متفاوت. وفي هذا الصدد سيكون أمام منظومة من المضامين الواقعية والافتراضية مجسدة برؤيا إخراجية، تسعى إلى تحقيق هذه المضامين عبر آليات مختلفة. ولما كانت الصورة ملتقى الفنون، وكان المسرح ملتقاها أيضا، وإثر اطلاعي على موضوع الصورة في مختلف المجالات الإعلامية ووسائل الاتصال، تولدت لدي الرغبة لارتياد آفاق هذا البحث، فمع انبثاق الثورة الإليكترونية المعاصرة انفتح مجال واسع قصد استحداث نظم جديدة، جعلت من اللغة البصرية لغة بالغة التعقيد والتركيب، تقوم على أساس التفاعل بين الصورة والكلمة والحركة،. ومن ثم حاولنا ابتناء أركان هذه الدراسة على أساس الإشكالية الآتية: ما هي آليات تكوين الصورة في العرض المسرحي ودورها في العملية التواصلية، وإلى أي مدى يمكن للمسار البصري أن يتمثل المعنى داخل المنظومة العلاماتية للصورة في العرض المسرحي؟ ومن ثم، وبالاستناد إلى هذه الرؤى الإشكالية، تم صياغة العنوان على النحو الآتي: الصورة في العرض المسرحي وانساق التواصل-دراسة سيميائية- وفي ظل هذا الملمح، ارتأينا تقسيم هذا البحث إلى مدخل و أربعة فصول مذيلة بخاتمة وقائمة للمصادر والمراجع، فكان أن وقفنا في المدخل على البعد اللغوي والاصطلاحي لمصطلح "الصورة" كمقدمة تمهيدية لولوج عالمها الفسيح لاحقا. أما الفصل الأول، فقد وسمناه بــــــ"العـــرض المســـرحــي منظـــومة عـــلامـــاتية"، فالعرض المسرحي استراتجية فنية تقوم على وحدة سيميائية بوظائفها الدلالية الرمزية، ومن ثم وقفنا على مفهوم العلامة بصفة عامة، والعلامة في العرض المسرحي بصفة خاصة، كما عرجنا على التقطيع السيميائي للعرض بداء من "آن أوبرسفيلد" التي قسمت هذا العرض سيميائيا، معتمدة على مستويات ثلاثة، تجلت في الدلالي والاستدلالي والسردي، كما تطرقنا إلى نظرة "كيــر إيــلام" و"باتــريس بافيــيس" الذي زاوج بين النظرة السوسرية والبيرسية في تقطيع العرض، وفي الختام وضحنا نظرة "كوفـــزان" إلى العلامة في العرض المسرحي الذي ينتج بنيات دلالية متنوعة، تستطيع أن تحمل عددا لا متناهيا من الدلالات، لهذا كان العنصر الأخير في هذا الفصل خاصا بدينامية العلامة، حيث ركزنا على قدرة التحول التي تمتلكها العلامة داخل المنظومة السيميائية للعرض المسرحي. ولئن كان البعد البصري والسمعي يشكلان مجالا خصبا في تشكيل بنية الصورة في العرض المسرحي، فقد ارتهنت الصورة إلى آليات معينة تكفل تحقق وجودها وتكاملها، ولهذا عكفنا على تعقب مختلف تجلياتها، فكان أن وسمنا الفصل الثاني بــــ"آليــات تكـــوين الصـــورة في العـــرض المسرحـــي"، إذ تهيأ لنا الوقوف على الصورة السمعية وما يندرج ضمنها من صور لغوية، باعتبار أن العرض المسرحي ينهض على الملفوظ الصوتي المتجلي في الصورة الحوارية التي تحدد الصورة اللغوية في نطاق العرض، إضافة إلى الصورة السردية وصولا إلى الصورة التي تحتوي خليطا من الأصوات غير اللفظية، كالمؤثرات الصوتية والموسيقى، كما أدرجنا الصورة البصرية التي تعمل على المزاوجة بين الدلالات الفكرية المجسدة من خلال المنجز الفكري، بدءا من النص ووصولا إلى كيفية إظهاره في المجال الصوري بداية بصورة الممثل الذي يشغل مركزية الصورة، بحيث يشكل أداؤه صورة حيوية ومتحولة، فهو الصورة الأكثر تركيبا. أما الفصل الثالث والمعنون بــــ"الحـــركية في صـــورة العـــرض المســـرحي"، فالصورة تعد الأساس المادي والمطلق في تكوين بنية العرض المسرحي، ذلك أن الصورة ليست مجرد تشكيل بصري فحسب، وإنما هي تلك العلاقات القائمة بين مكونات التنظيم البصري الموجودة في العرض، حيث تعتمد هذه المكونات على الفعل الحركي، أين تكون الحركة القاسم المشترك بينها، لهذا ركزنا في هذا الفصل على الحركية المنتجة للصور المرئية والصوتية، بداية بالحركة الآنية التزامنية ووصولا إلى الحركة الإيقاعية. أما الفصل الرابع الموسوم بــــ"النسقيـــة التواصلــية لصــورة العــرض المسرحــي"، فوقفنا فيه على علاقة الصورة في العرض المسرحي ببعض مفاهيم الاتصال والتواصل، لأن العرض المسرحي موجه إلى متلق، وهذا المتلقي هو القادر على تحقيق جمالية من خلال استقبالها بشكل متفاوت. ومن ثم، وقفنا على أنواع التواصل الموجودة في العرض، ورأي أهم المنظرين حول عملية التواصل واللاتواصل، إضافة إلى معايير التلقي في العرض المسرحي، بداية بالتذوق الفني، ثم الحكم الجمالي وأفق التوقع. وأخيرا دونت في الخاتمة أهم النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذا الطرح.

الكلمات المفتاحية: ,التواصل ,العرض المسرحي ,السيمياء ,مسرح الصورة ,الصورة المسرحية ,الإخراج ,أنساق التواصل ,أنساق العرض ,أنساق النص ,التواصل المسرحي ,السينوغرافيا .التمثيل

تحميل الرسالة
.