الأبعاد النصية والتداولية في التراث البلاغي العربي pdf
الأبعاد النصية والتداولية في التراث البلاغي العربي pdf
الأبعاد النصية والتداولية في التراث البلاغي العربي pdf
يمتاز التراث -حسب نور الدين دنياجي- بحضور مزدوج، نجد فيه الثابت والمتحول، فأما وجوده الثابت فيظهر من حيث كونه وجودا ماديا ملموسا، يتشكل عبر وجوده في رحاب المكتبات والخزانات وبطون الكتب وسطور المخطوطات التي تحفظه، وعليه فهو قارّ معلوم ومحدود ومستقل. وأما وجوده المتحول، فلا يظهر إلا من خلال وَعْيِنا لهذا التراث وتعاملنا معه عبر معرفة خاصة ووعي ذاتي، وكأنه مادة طينية له خاصية التحول، فهو لا يهدأ على حال ولا يستقر على قرار حسب تنوّع المعارف والثقافات والمناهج التي تدرسه. وقد تباينت النصوص التي فتحها البلاغيون، وتضاربت المناهج التي ركبتها البلاغة العربية في سبيل بحثها عن انسجام النص نحويا ودلاليا وتداوليا. وكانت النتيجة أن تماهت الأقاليم البلاغية بين علوم القرآن والنقد وتاريخ الأدب والنحو وعلم الكلام، وكل ذلك يعكس المرونة المنهجية التي اتّسم بها البحث البلاغي من جهة، وشساعة الموضوعات والمصطلحات التي مُنِحت للبلاغة وهي أولى بها من جهة أخرى، ومرجع ذلك في اعتقادنا هو اشتغالها على النص/ النصية.
وفي هذا المنحى يندرج هذا البحث المعنون بالأبعاد النصية والتداولية في التراث البلاغي العربي راميا إلى إعادة قراءة أهم المقولات البلاغية وشواهدها، من خلال الحفر في شروطها السياقية والنصية الأصيلة التي أنتجتها قديما واختبارها على نصوص مختلفة الأعصار والأمصار والأنماط. وفي المقابل اجتهدنا في تبيئة مقولات نصية وتداولية أفرزتها اللسانيات المعاصرة من خلال الوقوف عند مدى انسجامها مع النصوص العربية، ففسرنا بعض الأحكام التراثية المجحفة في حق عدة نصوص، وأثبتنا قدرة مقولات بلاغية تراثية على مسايرة النص في رحلته الزمنية وتحوّله النمطي الجنوسي.
وقد تطلب منا ذلك تقسيم البحث إلى بابين، وجعلنا لكل باب فصلين على النحو الآتي:
الباب الأول: بين النصية والبلاغية
الفصل الأول: نحو بلاغية النص
الفصل الثاني: قراءة نصية تداولية لأهم المقولات البلاغية العربية
الباب الثاني: المساءلة النصية والتداولية للبلاغة العربية
الفصل الأول: الأبعاد النصية والتداولية في البلاغة الكلية
الفصل الثاني: الأبعاد النصية والتداولية في البلاغات النوعية.
.
اترك تعليقك